( بقيت حاجة لعبد رغيب ... لم يدع غيرها له من نصيب ) .
أنا خيرية المساء حديثا ... وأنا في الصباح أخشى رقيبي ) .
( فإذا أمس كان عندي نهارا ... لم تخفني عليه بعد الغروب ) .
( وإذا الليل جن حدثت جلاسي ... بما كان من حديث غجيب ) .
( قيل إن الدجى لديك نهار ... وكذاك الدجى نهار الأريب ) .
( فتمنيت ليلة ليس فيها ... لذكا ذلك السنا من مغيب ) .
( حيث أعطيك في الخلاء وتعطيني ... مداما كمثل ريق الحبيب ) .
( ثم أغدو كأنني كنت في النوم ... وأخفي المنام خوف هزيب ) .
والهزيب الرقيب العتيد في كلام أهل الأندلس فسر المعتمد وانبسط بانبساطه وضحك من مجونه وكتب إليه .
( يا مجابا دعا إلى مستجيب ... فسمعنا دعاءه من قريب ) .
( إن فعلت الذي دعوت إليه ... كنت فيما رغبت عين رغيب ) .
واستحضره فنادمه خاليا وكساه ووصله وانقلب مسرورا وظن المعتمد أن ذلك يخفى من فعله عن ابن شنتفير فأعلم بالأمر القائد ابن مرتين فكاد يتفطر حسدا وكتب إلى المعتمد .
( أنا عبد أوليته كل بر ... لم تدع من فنون برك فنا ) .
( غير رفع الحجاب في شربك الرا ح ... فماذا جناه أن يتجنى ) .
( وتمنى شراب سؤرك في الكأس ... فبالله أعطه ما تمنى ) فسرته أبياته وأجابه