وكانت ذات جمال ونادرة فحكم لزوجها عليها فقالت له من يضيع قلبه كل طرف فاتر جدير أن يحكم بهذا تشير إلى قوله .
( أين قلبي أضاعه كل طرف ... فاتر يصرع الحليم لديه ) .
( كلما ازداد ضعفه ازداد ... فتكا أي صبر ترى يكون عليه ) .
وحضر أبو إسحاق بن خفاجة مجلسا بمرسية مع أبي محمد جعفر بن عنق الفضة الفقيه السالمي وتذاكرا فاستطال ابن عنق الفضة ولعب بأطراف الكلام ولم يكن ابن خفاجة يعرفه فقال له يا هذا لم تترك لأحد حظا في هذا المجلس ! فليت شعري من تكون فقال أنا القائل .
( الهوى علمني سهد الليال ... ونظام الشعر في هذي اللآل ) .
( كلما هبت شمال منهم ... لعبت بي عن يمين وشمال ) .
( وأرقت فكرتي أرواحها ... فأتت منهن بالسحر الحلال ) .
( كان كالملح أجاجا خاطري ... وسحاب الحب أبدته زلال ) .
فاهتز ابن خفاجة وقال من يكون هذا قوله لا ينبغي أن يجهل ولك المعذرة في جهلك فإنك لم تعرفنا بنفسك فبالله من تكون فقال أنا فلان فعرفه وقضى حقه .
وحكى ابن غالب في فرحة الأنفس أن الوزير أبا عثمان ابن شنتفير وأبا عامر ابن عند شلب وفدا رسولين على المعتمد بن عباد عن إقبال الدولة بن مجاهد والمعتصم بن صمادح والمقتدر بن هود لإصلاح ما كان بين المعتمد وبين ابن ذي النون فسر المعتمد بهم وأكرمهم ودعاهم إلى طعام صنعه لهم وكان لا يظهر شرب الراح منذ ولي الملك فلما رأوا انقباضه عن ذلك تحاموا الشراب فلما أمر بكتب أجوبتهم كتب إليه أبو عامر