وروي أن المقرئ أبا عبد الله محمد بن الفراء إمام النحو واللغة في زمانه - وكانت فيه فطنة ولوذعية - أبطأ خروجه يوما إلى تلامذته فطال بهم الكلام في المذاكرة فقال أحدهم نصف بيت وكان فيهم وسيم من أبناء الأعيان وكان ابن الفراء كثير الميل إليه فلما خرج قال له يا أستاذ عملت نصف بيت وأريد أن تتمه فقال ماهو فقال .
( ألا بأبي شادن أوطف ) .
فقال الأستاذ ابن الفراء بديها .
( إذا كان وردك لا يقطف ... وثغر ثناياك لا يرشف ) .
( فأي اضطرار بنا أن نقول ... ألا بأبي شادن أوطف ) وهذا ابن الفراء هو القائل .
( قيل لي قد تبدلا ... فاسل عنه كما سلا ) .
( لك سمع وناظر ... وفؤاد فقلت لا ) .
( قيل غال وصاله ... قلت لما غلا حلا ) .
( أيها العاذل الذي ... بعذابي توكلا ) .
( عد صحيحا مسلما ... لا تعير فتبتلى ) .
وتذكرت بهذا ما أنشده لسان الدين في كتابه روضة التعريف بالحب الشريف .
( قلت للساخر الذي ... رفع الأنف واعتلى ) .
( أنت لم تأمن الهوى