ويستفبد C تعالى .
ومن التآليف الكبار لأهل الأندلس كتاب السماء والعالم الذي ألفه أحمد بن أبان صاحب شرطة قرطبة وهو مائة مجلد رأيت بعضه بفاس وتوفي ابن أبان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة C تعالى .
روح الفكاهة عند الأندلسيين .
ولأهل الأندلس دعابة وحلاوة في محاوراتهم وأجوبة بديهية مسكتة والظرف فيهم والأدب كالغريزة حتى في صبيانهم ويهودهم فضلا عن علمائهم وأكابرهم .
ولنذكر جملة من ذكر الجلة فنقول .
166 - حكي عن عالم ألمرية القاضي أبي الحسن مختار الرعيني وكان فيه حلاوة ولوذعية ووقار وسكون أنه استدعاه يوما زهير ملك المرية من مجلس حكمه فجاءه يمشي مشية قاض قليلا قليلا فاستعجله رسول زهير فلم يعجل فلما دخل عليه قال له يا فقيه ما هذا البطء فتأخر إلى باب المجلس وطلب عصا وشمر ثيابه فقال له زهير ما هذا قال هذا يليق باستعجال الحاجب لي فوقع في خاطري أنه عزلني عن القضاء وولاني الشرطة فضحك زهير واستحلاه ولم يعد إلى استعجاله .
وهذا القاضي هو القائل - وقد دخل حماما فجلس بإزائه عامي أساء الأدب عليه - .
( ألا لعن الحمام دارا فإنه ... سواء به ذو العلم والجهل في القدر ) .
( تضيع به الآداب حتى كأنها ... مصابيح لم تنفق على طلعة الفجر