تعجبوا فاختاروا القاف فابتدأ من أول الليل إلى أن طلع الفجر وهو ينشد وزن .
( أرق على أرق ومثلي ... ) يأرق وسماره قد نام بعض وضج بعض وهو ما فارق قافية القاف .
وقال أبو عمران ابن سعيد دخلت عليه يوما بدار الأشراف بإشبيلية وحوله أدباء ينظرون في كتب منها ديوان ذي الرمة فمد الهيثم يده إلى الديوان المذكور فمنعه منه أحد الأدباء فقال يا أبا عمران أواجب أن يمنعه مني وما يحفظ منه بيتأ وأنا أحفظه فأكذبته الجماعة فقال اسمعوني وأمسكوه فابتدأ من أوله حتى قارب نصفه فأقسمنا عليه أن يكف وشهدنا له بالحفظ .
وكان آية في سرعة البديهة مشهورا بذلك قال أبو الحسن بن سعيد عهدي به في إشبيلية يملي على أحد الطلبة شعرا وعلى ثان موشحة وعلى ثالث زجلا كل ذلك ارتجالا .
ولما أخذ الحصار بمخنق إشبيلية في مدة الباجي خرج خروج القارظين ولا يدري حيث ولا أين .
ومن شعره وقد نزل بداره عبيد السلطان وكتب به إلى صاحب الأنزال .
( كم من يد لك لا أقوم بشكرها ... وبها أشير إليك إن خرست فمي ) .
( وقد استشرتك في الحديث فهل ترى ... أن يدخل الغربان وكر الهيثم )