وعزم على ركوب البحر إلى الحجاز فهاله ذلك فقال .
( لا أركب البحر ولو أنني ... ضربت فيه بالعصا فانفلق ) .
( ما إن رأت عيني أمواجه ... في فرق إلا تناهى الفرق ) .
وكان الوزير أبو المطرف عبد الرحمن بن مهند مصنف الأدوية المفردة آية الله تعالى في الطب وغيره حتى أنه عانى جميع ما في كتابه من الأدوية المفردة وعرف ترتيب قواها ودرجاتها وكان لايرى التداوي بالأدوية ما أمكن بالأغذية أو ما يقرب منها وإذا اضطر إلى الأدوية فلا يرى التداوي بالمركبة ما وجد سبيلا إلى المفردة وإذا اضطر إلى المركب لم يكثر التركيب بل يقتصر على أقل ما يمكنه وله غرائب مشهورة في الإبراء من الأمراض الصعبة والعلل المخوفة بأيسر علاج وأقربه ومنهم ابن البيطار وهو عبد الله بن أحمد المالقي الملقب بضياء الدين وله عدة مصنفات في الحشائش لم يسبق إليها وتوفي بدمشق سنة ست وأربعين وستمائة أكل عقارا قاتلا فمات من ساعته C تعالى .
ومن حكاياتهم في الحفظ أن الأديب الأوحد حافظ إشبيلية بل الأندلس في عصره أبا المتوكل الهيثم بن أحمد بن أبي غالب كان أعجوبة دهره في الرواية للأشعار والأخبار قال ابن سعيد أخبرني من أثق به أنه حضر معه ليلة عند أحد رؤساء إشبيلية فجرى ذكر حفظه وكان ذلك في أول الليل فقال لهم إن شئتم تختبروني أجبتكم فقالوا له بسم الله إنا نريد أن نحدث عن تحقيق فقال اختاروا أي قافية شئتم لا أخرج عنها حتى