( عسى هامتي في القبر تسمع بعضه ... بترجيع شاد أو بتطريب طارق ) .
( فلي في ادكاري بعد موتي راحة ... فلا تمنعوها لي علالة زاهق ) .
( وإني لأرجو الله فيما تقدمت ... ذنوبي به مما درى من حقائق ) .
وكان أبو مروان عبد الملك بن غصن مستوليا على وزارة ابن عبيدة ولسانه ينشد .
( وشيدت مجدي بين أهلي ولم أقل ... ألا ليت قومي يعلمون صنيعي ) وهجا ابن ذي النون بقوله .
( تلقبت بالمأمون ظلما وإنني ... لآمن كلبا حيث لست مؤمنه ) .
( حرام عليه أن يجود ببشره ... وأما الندى فاندب هنالك مدفنه ) .
( سطور المخازي دون أبواب قصره ... بحجابه للقاصدين معنونه ) .
فلما تمكن منه المأمون سجنه فكتب إلى ابن هود من أبيات .
( أيا راكب الوجناء بلغ تحية ... أمير جذام من أسير مقيد ) .
( ولما دهتني الحادثات ولم أجد ... لها وزرا أقبلت نحوك أعتدي ) .
( ومثلك من يعدي على كل حادث ... رمى بسهام للردى لم ترصد ) .
( فعلك أن تخلو بفكرك ساعة ... لتنقذني من طول هم مجدد ) .
( وها أنا في بطن الثرى وهو حامل ... فيسر على رقبي الشفاعة مولدي ) .
( حنانيك ألفا بعد ألف فإنني ... جعلتك بعد الله أعظم مقصدي ) .
( وأنت الذي يدري إذا رام حاجة ... تضل بها الآراء من حيث يهتدي )