( قريب بمحتل الهوان مجيد ... يجود ويشكو حزنه فيجيد ) .
( نعى صبره عند الإمام فيا له ... عدو لأبناء الكرام حسود ) .
( وما ضره إلا مزاح ورقة ... ثنته سفيه الذكر وهو رشيد ) .
( جنى ما جنى في قبة الملك غيره ... وطوق منه بالعظيمة جيد ) .
( وما في إلا الشعر أثبته الهوى ... فسار به في العالمين فريد ) .
( أفوه بما لم آته متعرضا ... لحسن المعاني تارة فأزيد ) .
( فإن طال ذكري بالمجون فإنها ... عظائم لم يصبر لهن جليد ) .
( وهل كنت في العشاق أول عاقل ... هوت بحجاه أعين وخدود ) .
( فراق وشجو واشتياق وذلة ... وجبار حفاظ علي عتيد ) .
( فمن يبلغ الفتيان أني بعدهم ... مقيم بدار الظالمين وحيد ) .
( مقيم بدار ساكنوها من الأذى ... قيام على جمر الحمام قعود ) .
( ويسمع للجنان في جنباتها ... بسيط كترجيع الصدى ونشيد ) .
( ولست بذي قيد يرن وإنما ... على اللخط من سخط الإمام قيود ) .
( وقلت لصداح الحمام وقد بكى ... على القصر إلفا والدموع تجود ) .
( ألا أيها الباكي على من تحبه ... كلانا معنى بالخلاء فريد ) .
( وهل أنت دان من محب نأى به ... عن الإلف سلطان عليه شديد ) .
( فصفق من ريش الجناحين واقعا ... على القرب حتى ما عليه مزيد ) .
( وما زال يبكيني وأبكيه جاهدا ... وللشوق من دون الضلوع وقود ) .
( إلى أن بكى الجدران من طول شجونا ... وأجهش باب جانباه حديد ) .
( أطاعت أمير المؤمنين كتائب ... تصرف في الأموال كيف تريد ) .
( فللشمس عنها بالنهار تأخر ... وللبدر شحنا بالظلام صدود ) .
( ألا إنها الأيام تلعب بالفتى ... نحوس تهادى تارة وسعود ) .
( وما كنت ذا أيد فأذعن ذا قوى ... من الدهر مبد صرفه ومعيد ) .
( وراضت صعابي سطوة علوية ... لها بارق نحو الندى ورعود )