مدحه فلم يجزه عليه فصنع ذلك الرجل دعوة للمعتصم بن صمادح صاحب المرية واحتفل فيها بما يحتفل مثله في دعوة سلطان مثل المعتصم فصبر السميسر إلى أن ركب السلطان متوجها إلى الدعوة فوقف له في الطريق فلما حاذاه رفع صوته بقوله .
( يا أيها الملك الميمون طائره ... ومن لذي مأتم في وجهه عرس ) .
( لا تفرسن طعاما عند غيركم ... إن الأسود على المأكول تفترس ) .
فقال المعتصم صدق والله ورجع من الطريق وفسد على الرجل ما كان عمله .
حكاية مشرقية .
ونظير هذه الحكاية أن عباد بن الحريش كان قد مدح رجلا من كبار أصبهان أرباب الضيع والأملاك والتبع الكثير فمطله بالجائزة ثم أجازه بما لم يرضه فرده عليه وبعد ذلك بحين عمل الرجل دعوة غرم عليها ألوف دنانير كثيرة لأبي دلف القاسم بن عيسى العجلي على أن يجيء إليه من الكرج ووصل أبو دلف فلما وقعت عين عباد عليه وهو يساير بعض خواصه أومأ إلى ذلك السائر وأنشد بأعلى صوته .
( قل له يا فديته ... قول عباد ذا سمج ) .
( جئت في ألف فارس ... لغداء من الكرج ) .
( ما على النفس بعد ذا ... في الدناءات من حرج ) .
فقال أبو دلف وكان أخوف الناس من شاعر صدق والله أجيء