العلوم الشرعية - أقوى الناس بالعلوم الأدبية المرعية وقد اشتهر بسرعة الخاطر في الارتجال وعدم المناظر له في ذلك المجال قال ابن سعيد رأيته كثيرا ما يصنع القصائد والمقطعات وهو يتحدث أو يفصل بين الغرماء في أكثر الأوقات ومن شعره .
( ديارهم صاح نصب عيني ... وليس لي وصلة إليها ) .
( إلا سلامي لدى ابتعاد ... من بعد سكانها عليها ) .
وقوله C تعالى .
( ووجه تغرق الأبصار فيه ... ولكن يترك الأرواح هيما ) .
( أتاني ثم حياني حبيب ... به وأباحني الخد الرقيما ) .
( فمر لنا مجون في فنون ... سلكت به الصراط المستقيما ) .
قلت أما مجرد الارتجال فأمر عن الكثير صادر وأما كونه مع التحدث أو فصل الخصومات فهو نادر وقد حكينا منها في هذا الكتاب من القسم الأول موارد ومصادر 128 عن ابن ظافر .
ويعجبني من الواقع لأهل المشرق من ذلك قضية علي بن ظافر إذ قال بت ليلة والشهاب يعقوب ابن أخت نجم الدين في منزل اعترفت له مشيدات القصور بالانخفاض والقصور وشهدت له ساميات البروج بالاعتلاء والعروج قد ابيضت حيطانه وطاب استيطانه وابتهج به سكانه وقطانه والبدر قد محا خضاب الظلماء وجلا محياه في زرقة قناع السماء وكسا الجدران