وخفوت وكان أديبا شاعرا ذواقا لأطراف العلوم انتهى .
ومن المشهورين بالمجون والخلاعة بالأندلس - مع البلاغة والبراعة - أبو جعفر أحمد بن طلحة الوزير الكاتب وهو من بيت مشهور من جزيرة شقر من عمل بلنسية وكتب عن ولاة من بني عبد المؤمن ثم استكتبه السلطان ابن هود حين تغلب على الأندلس وربما استوزره في بعض الأحيان .
قال ابن سعيد وهو ممن كان والدي يكثر مجالسته ولم أستفد منه إلا ما كنت أحفظه في مجالسته وكان شديد التهور كثير الطيش ذاهبا بنفسه كل مذهب سمعته مرة وهو في محفل يقول تقيمون القيامة لحبيب والبحتري والمتنبي وفي عصركم من يهتدي إلى ما لم يهتدوا إليه فأهوى له شخص له قحة وإقدام فقال يا أبا جعفر فأرنا برهان ذلك ما أظنك تعني إلا نفسك فقال نعم ولم لا وأنا الذي أقول ما لم يتنبه إليه متقدم ولا يهتدي لمثله متأخر .
( يا هل ترى أظرف من يومنا ... قلد جيد الأفق طوق العقيق ) .
( وأنطق الورق بعيدانها ... مرقصة كل قضيب وريق ) .
( والشمس لا تشرب خمر الندى ... في الروض إلا بكؤوس الشقيق ) .
فلم ينصفوه في الاستحسان وردوه في الغيظ إلى أضيق مكان فقلت له يا سيدي هذا هو السحر الحلال فبالله إلا ما زدتني من هذا النمط فقال .
( أدرها فالسماء بدت عروسا ... مضمخة الملابس بالغوالي )