( كسوتني من ثياب السقم أسبغها ... ظلما وصيرت من لحف الضنى فرشي ) .
( أنى بصرف الهوى عن مقلة كحلت ... بالسحر منك وخد بالجمال وشي ) .
( لما بدا الصدغ مسودا بأحمره ... أرى التشاكل بين الروم والحبش ) .
( أوفى إلى الخد ثم انصاع منعطفا ... كالعقربان انثنى من خوف محترش ) .
( لو شئت زرت وسلك الليل منتظم ... والأفق يختال في ثوب من الغبش ) .
( جفا إذا التذت الأجفان طيب كرى ... جفني المنام وصاح الليل يا قرشي ) .
( هذا وإن تلفت نفسي فلا عجب ... قد كان قتلي في تلك الجفون حشي ) .
وكان لابن الحاج صاحب قرطبة ثلاثة أولاد من أجمل الناس صورة رحمون وعزون وحسون فأولع بهم الحافظ الشهير أبو محمد ابن السيد البطليوسي صاحب شرح أدب الكاتب وغيره وقال فيهم .
( أخفيت سقمي حتى كاد يحفيني ... وهمت في حب عزون فعزوني ) .
( ثم ارحموني برحمون وإن ظمئت ... نفسي إلى ريق حسون فحسوني ) .
قال ثم خاف على نفسه فخرج عن قرطبة وهو القائل .
( نفسي الفداء لجؤذر حلو اللمى مستحسن بصدوده أفناني ) .
( في فيه سمطا جوهر يروي الظما ... لو علني ببروده أحياني ) .
وهذان البيتان تخرج منهما عدة مقطعات كما لا يخفى .
وقال أبو بكر محمد بن أحمد الأنصاري الإشبيلي المعروف بالأبيض