( يا غزالا أصارني ... موثقا في يد المحن ) .
( إنني مذ هجرتني ... لم أذق لذة الوسن ) .
( ليت حظي إشارة ... منك أو لحظة تعن ) .
( شافعي يا معذبي ... في الهوى وجهك الحسن ) كنت خلوا من الهوى وأنا اليوم مرتهن .
( كان سري مكتما ... وهو الآن قد علن ) .
( ليس لي عنك مذهب ... فكما شئت لي فكن ) .
وقال C تعالى .
( أيوحش لي الزمان وأنت أنسي ... ويظلم لي النهار وأنت شمسي ) .
( وأغرس في محبتك الأماني ... وأجني الموت من ثمرات غرسي ) .
( لقد جازيت غدرا عن وفائي ... وبعت مودتي ظلما ببخس ) .
( ولو أن الزمان أطاع حكمي ... فديتك من مكارهه بنفسي ) .
ومحاسن ابن زيدون كثيرة وقد ذكرنا منها في غير هذا المحل جملة .
وسألت جارية من جواري الأندلس ذا الوزارتين أبا الوليد ابن زيدون أن يزيد على بيت أنشدته إياه وهو .
( يا معطشي من وصال كنت وارده ... هل منك لي غلة إن صحت واعطشي ) .
قال وكانت الجارية المذكورة تتعشق فتى قرشيا والوزير يعلم ذلك وهي لا تعلم أنه يعلم فقال .
( كسوتني من ثياب السقم أسبغها ... ظلما وصيرت من لحف الضنى فرشي ) .
( أنى بصرف الهوى عن مقلة كحلت ... بالسحر منك وخد بالجمال وشي ) .
( لما بدا الصدغ مسودا بأحمره ... أرى التشاكل بين الروم والحبش ) .
( أوفى إلى الخد ثم انصاع منعطفا ... كالعقربان انثنى من خوف محترش ) .
( لو شئت زرت وسلك الليل منتظم ... والأفق يختال في ثوب من الغبش ) .
( جفا إذا التذت الأجفان طيب كرى ... جفني المنام وصاح الليل يا قرشي ) .
( هذا وإن تلفت نفسي فلا عجب ... قد كان قتلي في تلك الجفون حشي ) .
وكان لابن الحاج صاحب قرطبة ثلاثة أولاد من أجمل الناس صورة رحمون وعزون وحسون فأولع بهم الحافظ الشهير أبو محمد ابن السيد البطليوسي صاحب شرح أدب الكاتب وغيره وقال فيهم .
( أخفيت سقمي حتى كاد يحفيني ... وهمت في حب عزون فعزوني ) .
( ثم ارحموني برحمون وإن ظمئت ... نفسي إلى ريق حسون فحسوني ) .
قال ثم خاف على نفسه فخرج عن قرطبة وهو القائل .
( نفسي الفداء لجؤذر حلو اللمى مستحسن بصدوده أفناني ) .
( في فيه سمطا جوهر يروي الظما ... لو علني ببروده أحياني ) .
وهذان البيتان تخرج منهما عدة مقطعات كما لا يخفى .
وقال أبو بكر محمد بن أحمد الأنصاري الإشبيلي المعروف بالأبيض