( فانحل ما كان معقودا بأنفسنا ... وانبت ما كان موصولا بأيدينا ) .
( بالأمس كنا وما يخشى تفرقنا ... واليوم نحن وما يرجى تلاقينا ) .
( يا ليت شعري ولم نعتب أعاديكم ... هل نال حظا من العتبى أعادينا ) لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم ... رأيا ولم نتقلد غيره دينا ) .
( كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه ... وقد يئسنا فما لليأس يغرينا ) .
( بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا ) .
( نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا ) .
( حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا ) .
( إذ جانب العيش طلق من تألفنا ... ومورد اللهو صاف من تصافينا ) .
( وإذ هصرنا فنون الوصل دانية ... قطوفها فجنينا منه ما شينا ) .
( ليسق عهدكم عهد السرور فما ... كنتم لأرواحنا إلا رياحنا ) .
( لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا ... إن طال ما غير النأي المحبينا ) .
( والله ما طلبت أهواؤنا بدلا ... منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا ) .
( يا ساري البرق غاد القصر فاسق به ... من كان صرف الهوى والود يسقينا ) .
( واسأل هنالك هل عنى تذكرنا ... إلفا تذكره أمسى يعنينا ) .
( ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا ... من لو على البعد حيا كان يحيينا ) .
( من لا يرى الدهر يقضينا مساعفة ... فيه وإن لم يكن عنا يقاضينا ) .
( من بيت ملك كأن الله أنشأه ... مسكا وقد أنشأ الله الورى طينا ) .
( أو صاغه ورقا محضا وتوجه ... من ناصع التبر إبداعا وتحسينا ) .
( إذا تأود آدته رفاهية ... توم العقود وأدمته البرى لينا )