( طابت لنا ليلتنا الخاليه ... فلنتبعنها هذه الثانيه ) .
( أبا المعالي نحن في راحة ... فانقل إلينا القدم العاليه ) .
( لأنها عاطلة إن تغب ... عنا فزرنا كي ترى حاليه ) .
( أنت الذي لو تشترى ساعة ... منه بدهر لم تكن غاليه ) وكتب إليه ذو الوزارتين أبو عامر المذكور معاتبا .
( تباعدنا على قرب الجوار ... كأنا صدنا شط المزار ) .
( تطلع لي هلال الهجر بدرا ... وصار هلال وصلك في سرار ) .
( وشاع شنيع قطعك لي بوصلي ... فهلا كان ذلك في استتار ) .
( أيجمل أن ترى عني صبورا ... فأصبح مولعا دون اصطبار ) .
( وكنت أزيد سمعك من عتابي ... ولكن عاقني فرط الخمار ) .
( فراع مودتي واحفظ جواري ... فإن الله أوصى بالجوار ) .
( وزرني منعما من غير أمر ... وآنس موحشا من عقر داري ) .
فكتب إليه ابن زيدون .
( هواي وإن تناءت عنك داري ... كمثل هواي في حال الجوار ) .
( مقيم لا تغيره عواد ... تباعد بين أحيان المزار ) .
( رأيتك قلت إن الهجر بدر ... متى خلت البدور من السرار ) .
( ورابك أنني جلد صبور ... وكم صبر يكون عن اصطبار ) .
( ولم أهجر لعتب غير أني ... أضرت بي معاقرة العقار ) .
( وإن الخمر ليس لها خمار ... يبرح بي فكيف مع الخمار ) .
( وهل أنسى لديك نعيم عيش ... كوشي الخد طرز بالعذار ... وساعات يجول اللهو فيها ... مجال الطل في حدق النهار ) .
( وإن يك فر عنك اليوم جسمي ... فديت فما لقلبي من فرار ) .
( وكنت على البعاد أجل شيء ... لدي فكيف إذ أصبحت جاري ) .
وكان أبو العطاف إذ ورد إشبيلية رسولا قد سأله أن يريه شيئا من شعره فمطله به حتى كتب إليه شعرا يستبطئه فأجابه ابن زيدون في العروض والقافية .
( أفدتني من نفائس الدرر ... ما أبرزته غوائص الفكر ) .
( من لفظة قارنت نظائرها ... قران سقم الجفون للحور ) .
وهي أكثر مما ذكر .
وكتب C تعالى - أعني ذا الوزارتين ابن زيدون - إلى ولادة .
( أضحى التنائي بديلا من تدانينا ... وناب عن طيب دنيانا تجافينا ) .
( ألا وقد حان صبح الليل صبحنا ... حين فقام بنا للحين ناعينا ) .
( من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم ... حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا ) .
( أن الزمان الذي ما زال يضحكنا ... أنسا بقربهم قد عاد يبكينا ) .
( غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا ... بأن نغص فقال الدهر آمينا