( قالوا به صفرة عابت محاسنه ... فقلت ما ذاك من عيب به نزلا ) .
( عيناه تطلب في أوتار من قتلت ... فلست تلقاه إلا خائفا وجلا ) قال وكان يوما مع لمة من أهل الأدب في مجلس أنس فاحتاج رب المنزل إلى دينار فوجه إلى السوق فدخل به عليهم غلام من الصيارف في نهاية الجمال فرمى بالدينار إليهم من فيه تماجنا فقال ابن فرج .
( أبصرت دينارا بكف مهفهف ... يزهى به من كثرة الإعجاب ) .
( أو ما به من فيه ثم رمى به ... فكأنه بدر رمى بشهاب ) قال وخرج الأديب أبو الحسن ابن حصن الإشبيلي إلى وادي قرطبة في نزهة فتذكر إشبيلية فقال بديها .
( ذكرتك يا حمص ذكرى هوى ... أمات الحسود وتعنيته ) .
( كأنك والشمس عند الغروب ... عروس من الحسن منحوته ) .
( غدا النهر عقدك والطود تاجك ... والشمس أعلاه ياقوته ) .
انتهى وعبر بعضهم وهو صاحب بدائع البدائه عن بعض حكايات صاحب القلائد بما يقاربها في المعنى فقال إن المستعين بن هود ملك سرقسطة والثغور ركب نهر سرقسطة يوما لتفقد بعض معاقله المنتظمة بجيد ساحله وهو نهر رق ماؤه وراق وأزرى على نيل مصر ودجلة العراق قد اكتنفته البساتين من جانبيه وألقت ظلالها عليه فما تكاد عين الشمس أن