قال ودخل الأديب غانم يوما على باديس صاحب غرناطة فوسع له على ضيق كان في المجلس فقال بديها .
( صير فؤادك للمحبوب منزلة ... سم الخياط مجال للمحبين ) .
( ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقلما تسع الدنيا بغيضين ) .
وأخذه من قول الخليل ( ( ما تضايق سم الخياط بمتحابين ولا اتسعت الدنيا لمتباغضين ) .
وكان الخليل على نمرقة صغيرة والمجلس متضايق فدخل عليه بعض أصحابه فرحب به وأجلسه معه على النمرقة فقال له الرجل إنها لا تسعنا فقال ما ذكر .
وقال ابن بسام أيضا أمر الحاجب المنذر بن يحيى التجيبي صاحب سرقسطة بعرض بعض الجند في بعض اليام ورئيسهم مملوك له رومي يقال له خيار في نهاية الجمال فجعل ينفخ في القرن ليجتمع أصحابه على عادة لهم في ذلك فقال ابن هندو الداني فيه ارتجالا .
( أعن بابل أجفان عينيك تنفث ... ومن قوم موسى أنت للعهد تنكث ) .
( أفي الحق أن تحكي سرافيل نافخا ... وأمكث في رمس الصدود وألبث ) .
( عساك نبي الحسن تأتي بآية ... فتنفخ في ميت الصدود فيبعث ) قال وكان بقرطبة غلام وسيم فمر عليه ابن فرج الجياني ومعه صاحب له فقال صاحبه إنه لصبيح لولا صفرة فيه فقال ابن فرج ارتجالا