( يرفرف فوق رؤوس القيان ... فننظر ما يذهل الناظرا ) .
( ويحفظها ذيل سرباله ... فننظر طالعها غائرا ) .
( فظاهرها ينثني باطنا ... وباطنها ينثني ظاهرا ) .
( وثناه ثان لألعابه ... دقائق تثني الحجى حائرا ) .
( وفي سورة الراح من سحره ... خواطر دلهت الخاطرا ) .
( إذا ورد اللحظ أثناءها ... فما الوهم عن وردها صادرا ) .
( ومن حسن دهرك إبداعه ... فما انفك عارضها ماطرا ) .
( وسعدك يجتلب المغربات ... فيجعل غائبها حاضرا ) .
قال وحضر الأديب أحمد بن الشقاق عند القائد بن دري بجيان هو وأبو زيد بن مقانا الأشبوني فأحضر لهما عنبا أسود مغطى بورق أخضر فارتجل ابن الشقاق .
( عنب تطلع من حشا ورق لنا ... صبغت غلائل جلده بالإثمد ) .
( فكأنه من بينهن كواكب ... كسفت فلاحت في سماء زبرجد ) .
قال وحضر ابن مرزقان ليلة عند ذي النون بن خلدون وبحضرته وصيفة تحمل شمعة فاستحسنها ابن مرزقان فقال بديها .
( يا شمعة تحملها أخرى ... كأنها شمس علت بدرا ) .
( امتحنت إحداكما مهجتي ... بمثل ما تمتحن الأخرى ) .
قال ودخل الأديب غانم يوما على باديس صاحب غرناطة فوسع له على ضيق كان في المجلس فقال بديها .
( صير فؤادك للمحبوب منزلة ... سم الخياط مجال للمحبين ) .
( ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقلما تسع الدنيا بغيضين ) .
وأخذه من قول الخليل ( ( ما تضايق سم الخياط بمتحابين ولا اتسعت الدنيا لمتباغضين ) .
وكان الخليل على نمرقة صغيرة والمجلس متضايق فدخل عليه بعض أصحابه فرحب به وأجلسه معه على النمرقة فقال له الرجل إنها لا تسعنا فقال ما ذكر .
وقال ابن بسام أيضا أمر الحاجب المنذر بن يحيى التجيبي صاحب سرقسطة بعرض بعض الجند في بعض اليام ورئيسهم مملوك له رومي يقال له خيار في نهاية الجمال فجعل ينفخ في القرن ليجتمع أصحابه على عادة لهم في ذلك فقال ابن هندو الداني فيه ارتجالا .
( أعن بابل أجفان عينيك تنفث ... ومن قوم موسى أنت للعهد تنكث ) .
( أفي الحق أن تحكي سرافيل نافخا ... وأمكث في رمس الصدود وألبث ) .
( عساك نبي الحسن تأتي بآية ... فتنفخ في ميت الصدود فيبعث ) قال وكان بقرطبة غلام وسيم فمر عليه ابن فرج الجياني ومعه صاحب له فقال صاحبه إنه لصبيح لولا صفرة فيه فقال ابن فرج ارتجالا