( والله لولا أن يقال هوى الهوى ... منه بفضل عزيمة وتورع ) .
( لأخذت في تلك السبيل بمأخذي ... فيما مضى ونزعت فيها منزعي ) .
وحكى الحميدي أن عبد الملك بن إدريس الجزيري كان ليلة بين يدي الحاجب ابن أبي عامر والقمر يبدو تارة ويخفيه السحاب تارة فقال بديها .
( أرى بدر السماء يلوح حينا ... فيبدو ثم يلتحف السحابا ) .
( وذاك لأنه لما تبدى ... وأبصر وجهك استحيا فغابا ) .
( مقال لو نمى عني إليه ... لراجعني بتصديقي جوابا ) .
وكان صاعد اللغوي صاحب كتاب القصوص - وقد تكرر ذكره في هذا الكتاب - كثيرا ما يمدح بلاد العراق بمجلس المنصور بن أبي عامر ويصفها ويقرظها فكتب الوزير أبو مروان عبد الملك بن شهيد والد الوزير أبي عامر أحمد بن شهيد صاحب الغرائب وقد تقدم بعض كلامه قريبا إلى المنصور في يوم برد - وكان أخص وزرائه به - بهذه الأبيات .
( أما ترى برد يومنا هذا ... صيرنا للكمون أفذاذا ) .
( قد فطرت صحة الكبود به ... حتى لكادت تعود أفلاذا ) .
( فادع بنا للشمول مصطلبا ... نغذ سيرا إليك إغذاذا ) .
( وادع المسمى بها وصاحبه ... تدع نبيلا وتدع أستاذا ) ولا تبال أبا العلاء زها ... بخمر قطربل وكلواذا ) .
( ما دام من أرملاط مشربنا ... دع دير عمي وطيز ناباذا )