رفعت صوالج فضة على كرات من النضار فأشار الحاضرون إلى وصفها فقال بديها .
( أبدعت يا بن هلال في فسقية ... جاءت محاسنها بما لم يعهد ) .
( عجبا لأمواه الدساتير التي ... فاضت على نارنجها المتوقد ) .
( فكأنهن صوالج من فضة ... رفعت لضرب كرات خالص عسجد ) .
قدرة ابن قلاقس في الارتجال .
ومن بديع الارتجال ما حكاه المذكور عن ابن قلاقس الإسكندري C تعالى إذ قال دخل الأعز أبو الفتوح بن قلاقس على بلال بن مدافع بن بلال الفزاري فعرض عليه سيفا قد نظم الفرند في صفحته جوهره وأذكى الدهر ناره وجمد نهره وألبسه من سلخ الأفاعي رداء وجسمه ردى أو داء لا يمنع من برقه بدر مجن ولا ثريا مغفر ولا يسلم من حده من ثبت ولا ينجو لطوله من فر فهو يبكي للنفاق ويضحك ويرعد للغيظ ويفتك وأمره بصفة شانه فقال على لسانه .
( أروق كما أروع فإن تصفني ... فإني رائق الصفحات رائع ) .
( تدافع بي خطوب الدهر حتى ... نقلت إلى بلال عن مدافع ) .
وقال أيضا فيه .
( رب يوم له من النقع سحب ... ما لها غير سائل الدم ودق ) .
( قد جلته يمنى بلال بحدي ... فكأني في راحة الشمس برق ) .
وقال أيضا فيه .
( أنا في الكريهة كالشهاب الساطع ... من صفحة تبدو وحد قاطع ) .
( فكأنما استمليت تلك وهذه ... من وصف كف بلال ابن مدافع ) .
وقال أيضا فيه .
( انظر لمطرد المياه بصفحتي ... ولنار حدي كم بها من صالي ) .
( قد عاد شدي في المضايق شيمتي ... كبلال ابن مدافع بن بلال ) وسأله صاحب له وصف مشط عاج قد اشبه الثريا شكلا ولونا وشق ليلا من الشعر جونا فقال .
( ومتيم بالآبنوس وجسمه ... عاج ومن أدهانه شرفاته ) .
( كتمت دياجي الشعر منه بدرها ... فوشت به للعين عيوقاته ) .
وقال فيه .
( وابيض ليل الآبنوس إذا سرى ... تمزق عن صبح من العاج باهر ) .
( وإن غاص في بحر الشعور رأيته ... تبشرنا أطرافه بالجواهر ) .
وقال فيه .
( ومشرق يشبه ضوء الضحى ... حسنا ويسري في الدجى الفاحم ) .
( وكلما قلب في لمة ... أضحكها عن ثغره باسم ) .
وجلس بمصر في دار الأنماط يوما مع جماعة فمرت بهم امرأة تعرف بابنة أمين الملك وهي شمس تحت سحاب النقاب وغصن في أوراق الشباب