فقال ابن عمار .
( هما فخارتا راح وروح ... تكسرتا فأشقاف وجيفه ) .
وذكر ابن بسام ما معناه أن أبا عامر ابن شهيد حضر ليلة عند الحاجب أبي عامر المظفر بن المنصور بن ابي عامر بقرطبة فقامت تسقيهم وصيفة عجيبة صغيرة الخلق ولم تزل تسهر في خدمتهم إلى أن هم جند الليل بالانهزام وأخذ في تقويض خيام الظلام وكانت تسمى أسيماء فعجب الحاضرون من مكابدتها السهر طول ليلتها على صغر سنها فسأله المظفر وصفها فصنع ارتجالا .
( أفدي أسيماء من نديم ... ملازم للكؤوس راتب ) .
( قد عجبوا في السهاد منها ... وهي لعمري من العجائب ) .
( قالوا تجافى الرقاد عنها ... فقلت لا ترقد الكواكب ) .
وحكى ابن بسام ما معناه أن ابن شهيد المذكور كان يوما مع جماعة من الأدباء عند القاضي ابن ذكوان فجيء بباكورة باقلا فقال ابن ذكوان لا ينفرد بها إلا من وصفها فقال ابن شهيد أنا لها وارتجل .
( إن لآليك أحدثت صلفا ... فاتخذت من زمرد صدفا ) .
( تسكن ضراتها البحور وذي ... تسكن للحسن روضة أنفا ) .
( هامت بلحف الجبال فاتخذت ... من سندس في جنانها لحفا )