وممن روى عنه أبو علي الشلوبين وطبقته وتوفي بمراكش سنة 588 وعمره 53 سنة C تعالى .
وقد حكى الشريف الغرناطي شارح المقصورة هذه الحكاية بأتم مما ذكرناه فقال عن الكاتب ابن عياش كاتب يعقوب المنصور الموحدي قال كانت لأبي بكر ابن مجبر وفادة على المنصور في كل سنة فصادف في إحدى وفاداته فراغه من إحداث المقصورة التي كان أحدثها بجامعه المتصل بقصره في حضرة مراكش وكانت قد وضعت على حركات هندسية ترفع بها لخروجه وتخفض لدخوله وكان جميع من بباب المنصور يومئذ من الشعراء والأدباء قد نظموا أشعارا أنشدوه إياها في ذلك فلم يزيدوا على شكره وتجزيته الخير فيما جدد من معالم الدين وآثاره ولم يكن فيهم من تصدى لوصف الحال حتى قام أبو بكر ابن مجبر فأنشد قصيدته التي أولها ( ( أعلمتني ألقي عصا التسيار ) ) واستمر فيها حتى ألم بذكر المقصورة فقال يصفها ( ( طورا تكون - إلخ ) ) فطرب المنصور لسماعها وارتاح لاختراعها انتهى .
وقد بطلت حركات هذه المقصورة الآن وبقيت آثارها حسبما شاهدته سنة عشر وألف والله تعالى وارث الأرض .
ومن عليها ومن نظم ابن مجبر أيضا ما كتب به إلى السلطان ملك المغرب C تعالى وقد ولد له ابن أعني لأبن مجبر .
( ولد العبد الذي إنعامكم ... طينة أنشئ منها جسده ) .
( وهو دون اسم لعلمي أنه ... لا يسمي العبد إلا سيده ) .
وقوله .
( ملك ترويك منه شيمة ... أنست الظمآن زرق النطف )