( وأبلق أعطى الليل نصف إهابه ... وغار عليه الصبح فاحتبس النصفا ) .
( وورد تغشى جلده شفق الدجى ... فإذ حازه دلى له الذيل والعرفا ) .
( وأشقر مج الراح صرفا أديمه ... وأصفر لم يمسح بها جلده صرفا ) .
( وأشهب فضي الأديم مدنر ... عليه خطوط غير مفهمة حرفا ) .
( كما خطط الزاهي بمهرق كاتب ... فجر عليه ذيله وهو ما جفا ) .
( تهب على الأعداء منها عواصف ... ستنسف أرض المشركين بها نسفا ) .
( ترى كل طرف كالغزال فتمتري ... أظبيا ترى تحت العجاجة أم طرفا ) .
( وقد كان في البيداء يألف سربه ... فربته مهرا وهي تحسبه خشفا ) .
( تناوله لفظ الجواد لأنه ... على ما أردت الجري أعطاكه ضعفا ) .
ولما اتخذ المنصور مقصورة الجامع بمراكش بدار ملكها وكانت مدبرة على انتصابها إذا استقر المنصور ووزراؤه بمصلاه واختفائها إذا انفصلوا عنها أنشد في ذلك الشعراء فقال ابن مجبر من قصيدة أولها .
( أعلمتني ألقي عصا التسيار ... في بلدة ليست بدار قرار ) إلى أن قال .
( طورا تكون بمن حوته محيطة ... فكأنها سور من الأسوار ) .
( وتكون حينا عنهم مخبوءة ... فكأنها سر من الأسرار ) .
( وكأنها علمت مقادير الورى ... فتصرفت لهم على مقدار ) .
( فإذا أحست بالإمام يزورها ... في قومه قامت إلى الزوار ) .
( يبدو فتبدو ثم تخفى بعده ... كتكون الهالات للأقمار )