يتبرك به في تلك الديار ويستسقى به الغيث وهو من أهل المرية وأحضره السلطان إلى مراكش فمات بها وله كرامات شهيرة ومقامات كبيرة نفعنا الله تعالى به واعلم أن أهل الأندلس كانوا في القديم على مذهب الأوزاعي وأهل الشام منذ أول الفتح ففي دولة الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل - وهو ثالث الولاة بالأندلس من الأمويين - انتقلت الفتوى إلى رأي مالك بن أنس وأهل المدينة فانتشر علم مالك ورأيه بقرطبة والأندلس جميعا بل والمغرب وذلك برأي الحكم واختياره واختلفوا في السبب المقتضي لذلك فذهب الجمهور إلى أن سببه رحلة علماء الأندلس إلى المدينة فلما رجعوا إلى الأندلس وصفوا فضل مالك وسعة علمه وجلالة قدره فأعظموه كما قدمنا ذلك وقيل إن الإمام مالكا سأل بعض الأندلسيين عن سيرة ملك الأندلس فوصف له سيرته فأعجبت مالكا لكون سيرة بني العباس في ذلك الوقت لم تكن بمرضية وكابد لما صنع أبو جعفر المنصور بالعلوية بالمدينة من الحبس والإهانة وغيرهما على ما هو مشهور في كتب التاريخ فقال الإمام مالك رضي الله تعالى عنه لذلك المخبر نسأل الله تعالى أن يزين حرمنا بملككم أو كلاما هذا معناه فنميت المسألة إلى ملك الأندلس مع ما علم من جلالة مالك ودينه فحمل الناس على مذهبه وترك مذهب الأوزاعي والله تعالى أعلم من شعر ابن يغمور 61 من شعر وحكي أن القاضي الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أبي يغمور لما ندبه أهل الأمر لولاية القضاء بمدينة فاس استعفى فلم يقبل منه وخرج إلى تلك الناحية وخرج الناس لوداعه فأنشد .
( عليكم سلام الله إني راحل ... وعيناي من خوف التفرق تدمع )