( عاطيته والليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الفتيق لناشق ) .
( وضممته ضم الكمي لسيفه ... وذؤابتاه حمائل في عاتقي ) .
( حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحزحته شيئا وكان معانقي .
( باعدته عن أضلع تشتاقه ... كيلا ينام على وساد خافق ) .
ويقول القاضي أبي حفص ابن عمر القرطبي .
( هم نظروا لواحظها فهاموا ... وتشرب لب شاربها المدام ) .
( يخاف الناس مقلتها سواها ... أيذعر قلب حامله الحسام ) .
( سما طرفي إليها وهو باك ... وتحت الشمس ينسكب الغمام ) .
( وأذكر قدها فأنوح وجدا ... على الأغصان تنتدب الحمام ) .
( وأعقب بينها في الصدر غما ... إذا غربت ذكاء أتى الظلام ) .
وبقوله أيضا .
( لها ردف تعلق في لطيف ... وذاك الردف لي ولها ظلوم ) .
( يعذبني إذا فكرت فيه ... ويتعبها إذا رامت تقوم ) .
وقد أطلت عنان النظم على أني اكتفيت عن الاستدلال على النهار بالصباح فبالله إلا ما أخبرتني من شاعركم الذي تقابلون به شاعرا ممن ذكرت لا أعرف لكم أشهر ذكرا وما أضخم شعرا من أبي العباس الجراوي