( ليس لي والد ولا مولود ... ولا لي حزت مذ عقلت عيالا ) .
( قد تلذذت حقبة بأمور ... فتأملتها فكانت خيالا ) .
ومثل قول أبي محمد عبد الله بن العسال الطليطلي .
( أنظر الدنيا فإن أبصرتها شيئا يدوم فاغد منها في أمان إن يساعدك النعيم وإذا أبصرتها منك ... على كره تهيم ) .
( فاسل عنها واطرحها ... وارتحل حيث تقيم ) وهل نشأ عندكم من النساء مثل ولادة المروانية التي تقول مداعبة للوزير ابن زيدون وكان له غلام اسمه ( علي ) .
( ما لابن زيدون على فضله ... يغتابني ظلما ولا ذنب لي ) .
( ينظرني شزرا إذا جئته ... كأنما جئت لأخصي علي ) .
ومثل زينب بنت زياد المؤدب الوادي آشية التي تقول .
( ولما أبى الواشون إلا فراقنا ... وما لهم عندي وعندك من ثار ) .
( وشنوا على أسماعنا كل غارة ... وقل حماتي عند ذاك وأنصاري ) .
( غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالسيف والماء والنار ) .
وأنا أختم هذه القطع المتخيرة بقول أبي بكر ابن بقي ليكون الختام مسكا .
( عاطيته والليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الفتيق لناشق ) .
( وضممته ضم الكمي لسيفه ... وذؤابتاه حمائل في عاتقي ) .
( حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحزحته شيئا وكان معانقي .
( باعدته عن أضلع تشتاقه ... كيلا ينام على وساد خافق ) .
ويقول القاضي أبي حفص ابن عمر القرطبي .
( هم نظروا لواحظها فهاموا ... وتشرب لب شاربها المدام ) .
( يخاف الناس مقلتها سواها ... أيذعر قلب حامله الحسام ) .
( سما طرفي إليها وهو باك ... وتحت الشمس ينسكب الغمام ) .
( وأذكر قدها فأنوح وجدا ... على الأغصان تنتدب الحمام ) .
( وأعقب بينها في الصدر غما ... إذا غربت ذكاء أتى الظلام ) .
وبقوله أيضا .
( لها ردف تعلق في لطيف ... وذاك الردف لي ولها ظلوم ) .
( يعذبني إذا فكرت فيه ... ويتعبها إذا رامت تقوم ) .
وقد أطلت عنان النظم على أني اكتفيت عن الاستدلال على النهار بالصباح فبالله إلا ما أخبرتني من شاعركم الذي تقابلون به شاعرا ممن ذكرت لا أعرف لكم أشهر ذكرا وما أضخم شعرا من أبي العباس الجراوي