أبي يوسف يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي فاتصلت بخدمته والذي علمت من حاله أنه كان يجيد حفظ القرآن ويحفظ متون الأحاديث ويتقنها ويتكلم في الفقه كلاما بليغا وكان فقهاء الوقت يرجعون إليه في الفتاوى وله فتاوى مجموعة حسبما أدى إليه اجتهاده وكان الفقهاء ينسبونه إلى مذهب الظاهر وقد شرحت أحوال سيرته وما جرى في أيام دولته في كتاب التاريخ المسمى عطف الذيل وقد صنف كتابا جمع فيه متون أحاديث صحاح تتعلق بها العبادات سماه الترغيب وتهدده ملك الإفرنج ألفنش في كتابه فمزقه وقال لرسوله ( ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ) [ النمل37 ] إن شاء الله تعالى ثم قال للكاتب اكتب على هذه القطعة يعني من كتابه الذي مزقه الجواب ما ترى لا ما تسمع .
( فلا كتب إلا المشرفية والقنا ... ولا رسل إلا الخميس العرمرم ) .
ومن شعره أبيات كتب بها إلى العرب وهي .
( يا أيها الراكب المزجي مطيته ... على عذافرة تشقى بها الأكم ) .
( بلغ سليما على بعد الديار بها ... بيني وبينكم الرحمن والرحم ) .
( يا قومنا لا تشبوا الحرب إن خمدت ... واستمسكوا بعرى الإيمان واعتصموا ) .
( كم جرب الحرب من قد كان قبلكم ... من القرون فبادت دونها الأمم ) .
( حاشا الأعارب أن ترضى بمنقصة ... يا ليت شعري هل ترآهم علموا ) .
( يقودهم أرمني لا خلاق له ... كأنه بينهم من جهلهم علم ) يعني بالأرمني قراقوش مملوك بني أيوب الذي كان ذهب إلى بلاد الغرب