شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه له رحلة مغربية انتهى .
وهو من بيت كبير وقال البدري في تاريخه في حقه ما صورته تاج الدين شيخ الشيوخ بدمشق أحد الفضلاء المؤرخين المصنفين له كتاب في ثماني مجلدات ذكر فيه أصول الأشياء وله السياسة الملوكية صنفها للملك الكامل محمد وغير ذلك وسمع الحديث وحفظ القرآن وكان قد بلغ الثمانين وقيل لم يبلغها وقد سافر إلى بلاد المغرب سنة ثلاث وتسعين واتصل بمراكش عند ملكها المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن فأقام هنالك إلى سنة ستمائة وقدم مصر وولي مشيخة الشيوخ بعد أخيه صدر الدين ابن حمويه انتهى .
وقال غيره إنه كان فاضلا متواضعا نزها حسن الاعتقاد قال أبو المظفر كان يحضر مجالسي وأنشدني يوما .
( لم ألق مستكبرا إلا تحول لي ... عند اللقاء له الكبر الذي فيه ) .
( ولا حلا لي من الدنيا ولذتها ... إلا مقابلتي للتيه بالتيه ) .
وقال السرخسي المذكور في رحلته إني وإن كنت خراساني الطينة لكني شامي المدينة وإن كانت العمومة من المشرق فإن الخؤولة من المغرب فحدث باعث يدعو إلى الحركات والأسفار ومشاهدة الغرائب في النواحي والأقطار وذلك في حال ريعان الشباب الذي تعضده عزائم النفوس بنشاطها والجوارح بخفة حركاتها وانبساطها فخرجت سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة إلى زيارة البيت المقدس وتجديد العهد ببركاته واغتنام الأجر في حلول بقاعه ومزاراته ثم سرت منه إلى الديار المصرية وهي آهلة بكل ما تتجمل به البلاد وتزدهي وينتهي وصف الواصف لشؤونها ولا تنتهي ثم دخلت الغرب من الإسكندرية في البحر ودخلت مدينة مراكش أيام السيد الإمام أمير المؤمنين