( وأبي مؤانس غربتي وتحفظي ... من صفر أيامي ومن ومستعملي ) .
( عبد جذبت بضبعه ورفعت من ... مقداره أهدى إليك بأيل ) .
( سميته غرسية وبعثته ... في حبله ليصح فيه تفاؤلي ) .
( فلئن قبلت فتلك أنفس منة ... أسدى بها ذو منحة وتطول ) .
( صبحتك غادية السرور وجللت ... أرجاء ربعك بالسحاب المخضل ) فقضي في سابق علم الله سبحانه وتعالى أن ملك الروم أسر في ذلك اليوم بعينه الذي بعث فيه بالإيل وسماه باسمه على التفاؤل انتهى .
وكان غرسية أمنع من النجم وسبب أخذه أنه خرج يتصيد فلقيته خيل للمنصور من غير قصد فأسرته وجاءته به فكان هذا الاتفاق مما عظم به العجب .
ولنزد من أخبار صاعد فنقول حكي أن المنصور قال بسبب هذه القضية إنه لم يتفق لصاعد هذا الفأل الغريب إلا لحسن نيته وسريرته وصفاء باطنه فرفع قدره من ذلك اليوم فوق ما كان ورجحه على أعدائه وحق له ذلك .
وفي الزهرة الثامنة والعشرين من كتاب الأزهار المنثورة في الأخبار المأثورة حكي أن صاعدا قال جمعت خرق الأكياس والصرر التي قبضت فيها صلات المنصور محمد بن أبي عامر فقطعت لكافور الأسود غلامي منها قميصا كالمرقعة وبكرت به معي إلى قصر المنصور فاحتلت في تنشيطه حتى طابت نفسه فقلت يا مولانا لعبدك حاجة فقال أذكرها قلت