وقال له يوما وقد قدم إليه طبق فيه تمر ما التمركل في كلام العرب فقال يقال تمركل الرجل تمركلا إذا التف في كسائه .
وكان مع ذلك عالما .
قال وكان لأبن أبي عامر فتى يسمى فاتنا أوحد لا نظير له في علم كلام العرب فناظر صاعدا هذا فقطعه وظهر عليه وبكته فأعجب المنصور منه فتوفي فاتن هذا سنة 402 وبيعت في تركته كتب مضبوطة جليلة مصححة وكان منقادا لما نزل به من المثلة فلم يتخذ النساء كغيره وكان في ذلك الزمان بقرطبة جملة من الفتيان المخانيث ممن أخذ بأوفر نصيب من الأدب .
قال ورأيت تأليفا لرجل منهم يعرف بحبيب ترجمه بكتاب الاستظهار والمغالبة على من أنكر فضائل الصقالبة وذكر فيه جملة من أشعارهم وأخبارهم ونوادرهم .
وقال ابن بسام وغيره ومن عجائب ما جرى لصاعد أنه أهدى أيلا إلى المنصور وكتب على يد موصله .
( يا حرز كل مخوف وأمان كل ... مشرد ومعز كل مذلل ) .
( يا سلك كل فضيلة ونظام كل ... جزيلة وثراء كل معيل ) ومنها .
( ما إن رأت عيني وعلمك شاهد ... شروى علائك في معم مخول ) ومنها