آلاف دينار .
ومن أعجب ما جرى له أنه كان بين يدي المنصور فأحضرت إليه وردة في غير وقتها لم يستتم فتح ورقها فقال فيها صاعد مرتجلا .
( أتتك أبا عامر وردة ... يذكرك المسك أنفاسها ) .
( كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها راسها ) .
فسر بذلك المنصور وكان ابن العريف حاضرا فحسده وجرى إلى مناقضته وقال لابن أبي عامر هذان البيتان لغيره وقد أنشدنيهما بعض البغداديين بمصر لنفسه وهما عندي على ظهر كتاب بخطه فقال له المنصور أرنيه فخرج ابن العريف وركب وحرك دابته حتى أتى مجلس ابن بدر وكان أحسن أهل زمانه بديهة فوصف له ما جرى فقال هذه الأبيات ودس فيها بيتي صاعد .
( عشوت إلى قصر عباسة ... وقد جدل النوم حراسها ) .
( فألفيتها وهي في خدرها ... وقد صرع السكر أناسها ) .
( فقالت أسار على هجعة ... فقلت بلى فرمت كاسها ) .
( ومدت يديها إلى وردة ... يحاكي لك الطيب أنفاسها ) .
( كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها راسها ) .
( وقالت خف الله لا تفضحن ... في ابنة عمك عباسها ) .
( فوليت عنها على غفلة ... وما خنت ناسي ولا ناسها ) .
فطار ابن العريف بها وعلقها على ظهر كتاب بخط مصري ومداد أشقر