أديبا أميا لا يقرأ فلما استقر به المجلس أخبر بما هم فيه فجعل يضحك ويقول .
( ما للأديبين قد اعيتهما ... مليحة من ملح الجنه ) .
( نرجسة في وردة ركبت ... كمقلة تطرف في وجنه ) .
انتهى ومن غريب ما جرى لصاعد أن المنصور جلس يوما وعنده أعيان مملكته ودولته من أهل العلم كالزبيدي والعاصمي وابن العريف وغيرهم فقال لهم المنصور هذا الرجل الوافد علينا يزعم أنه متقدم في هذه العلوم وأحب أن يمتحن فوجه إليه فلما مثل بين يديه والمجلس قد احتفل خجل فرفع المنصور محله وأقبل عليه وسأله عن أبي سعيد السيرافي فزعم أنه لقيه وقرأ عليه كتاب سيبويه فبادره العاصمي بالسؤال عن مسألة من الكتاب فلم يحضره جوابها واعتذر بأن النحو ليس جل بضاعته فقال له الزبيدي فما تحسن أيها الشيخ فقال حفظ الغريب قال فما وزن أولق فضحك صاعد وقال أمثلي يسأل عن هذا إنما يسأل عنه صبيان المكتب قال الزبيدي قد سألناك ولا نشك أنك تجهله فتغير لونه وقال أفعل وزنه فقال الزبيدي صاحبكم ممخرق فقال له صاعد إخال الشيخ صناعته الأبنية فقال له أجل فقال صاعد وبضاعتي أنا حفظ الأشعار ورواية الأخبار وفك المعمى وعلم الموسيقى فقال فناظره ابن العريف فظهر عليه صاعد وجعل لا يجري في المجلس كلمة إلا أنشد عليها شعرا شاهدا وأتى بحكاية يجانسها فأعجب المنصور ثم أراه كتاب النوادر لأبي علي القالي فقال