وأصله من الموصل قال ابن بسام ولما دخل صاعد قرطبة أيام المنصور بن أبي عامر عزم المنصور على أن يعفي به آثار أبي علي البغدادي الوافد على بني أمية فما وجد عنده ما يرتضيه وأعرض عنه أهل العلم وقدحوا في علمه وعقله ودينه ولم يأخذوا عنه شيئا لقلة الثقة به وكان ألف كتابا سماه كتاب الفصوص فدحضوه ورفضوه ونبذوه في النهر ومن شعره قوله .
( ومهفهف أبهى من القمر ... قهر الفؤاد بفاتن النظر ) .
( خالسته تفاح وجنته ... فأخذتها منه على غرر ) .
( فأخافني قوم فقلت لهم ... لا قطع في ثمر ولا كثر ) والكثر الجمار وهذا اقتباس من الحديث .
وقال الحميدي سمعت أبا محمد بن حزم الحافظ يقول سمعت أبا العلاء صاعدا ينشد بين يدي المظفر عبد الملك بن أبي عامر من قصيدة يهنيه فيها بعيد الفطر سنة 396 .
( حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسمه صدر الحساب ) .
( وما قدمته إلا كأني ... أقدم تاليا أم الكتاب ) .
وذكر الحميدي أن عبد الله بن ماكان الشاعر تناول نرجسة فركبها في وردة ثم قال لصاعد ولأبي عامر بن شهيد صفاها فأفحما ولم يتجه لهما القول فبينما هم على ذلك إذ دخل الزهيري صاحب أبي العلاء وتلميذه وكان شاعرا