المونقة فصادف أبا بكر بن القوطية المذكور صادرا عنها وكانت له أيضا هناك ضيعة قال فلما رآني عرج علي واستبشر بلقائي فقلت مداعبا له .
( من أين أقبلت يا من لا شبيه له ... ومن هو الشمس والدنيا له ) فلك قال فتبسم وأجاب بسرعة .
( من منزل تعجب النساك خلوته ... وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا ) .
فما تمالكت أن قبلت يده إذ كان شيخي ودعوت له انتهى .
وهو صاحب كتاب الأفعال الذي فتح فيه هذا الباب فتلاه ابن القطاع وله كتاب المقصور والممدود جمع فيه ما لا يحد ولا يعد وأعجز من بعده به وفاق من تقدمه C تعالى ورضي عنه .
وممن أخذ عن أبي علي القالي بالأندلس أبو بكر محمد الزبيدي صاحب كتاب مختصر العين وغيره وكان الزبيدي كثيرا ما ينشد .
( الفقر في أوطاننا غربة ... والمال في الغربة أوطان ) .
( والأرض شيء كلها واحد ... والناس إخوان وجيران ) وترجمة الزبيدي واسعة وكان مؤدب المؤيد هشام ووصفه بأنه كان في صباه في غاية الحذق والذكاء C تعالى .
وكان القالي قد بحث على ابن درستويه كتاب سيبويه ودقق النظر وانتصر للبصريين وأملى شيئا من حفظه ككتاب النوادر والأمالي والمقصور الممدود والإبل والخيل والبارع في اللغة نحو خمسة آلاف