( وأنشدني في جاهل لبس صوفا وزها فيه .
( أيا كاسيا من جيد الصوف نفسه ... ويا عاريا من كل فضل ومن كيس ) .
( أتزهى بصوف وهو بالأمس مصبح ... على نعجة واليوم أمسى على تيس ) .
انتهى ما اختصرته من كلام الخطيب ابن مرزوق .
وأنشد الرحالة ابن جابر الوادي آشي لأبي حيان قوله .
( وقصر آمالي مآلي إلى الردى ... وأني وإن طال المدى سوف أهلك ) .
( فصنت بماء الوجه نفسا أبية ... وجادت يميني بالذي كنت أملك ) .
ووقفت على أعيان العصر وأعوان النصرللصفدي فوجدت فيه ترجمة أبي حيان واسعة فرأيت أن أذكرها بطولها لما فيها من الفوائد وهي الشيخ الإمام العالم العلامة الفريد الكامل حجة العرب مالك أزمة الأدب أثير الدين أبو حيان الأندلسي الجياني - بالجيم والياء آخر الحروف مشددة وبعد الألف نون - وكان أمير المؤمنين في النحو والشمس السافرة شتاء في يوم الصحو والمتصرف في هذا العلم فإليه الإثبات والمحو لو عاصر أئمة البصرة لبصرهم أو أهل الكوفة لكف عنهم اتباعهم السواد وحذرهم نزل منه كتاب سيبويه في وطنه بعد أن كان طريدا وأصبح به التسهيل بعد تعقيده مفيدا وجعل سرحة شرحه وجنة راقت النواظر توريدا ملأ الزمان تصانيف وأمال عنق الأيام بالتواليف تخرج به أئمة في هذا الفن وروق لهم في عصره منه سلافة الدن فلو رآه يونس بن حبيب لكان بغيضا غير مجيب أو عيسى بن عمر لأصبح من تقصيره وهو محذر أو الخليل لكان بعينه قذاه أو سيبويه لما تردى من مسألته الزنبورية برداه أو الكسائي لأعراه حلة جاهه عند الرشيد وأناسه أو الفراء لفر منه ولم يقتسم ولدا المأمون تقديم مداسه أو اليزيدي لما ظهر نقصه من مكامنه أو الأخفش