بن أحمد بن محمد الإمام الحافظ الزاهد بقية السلف اللخمي الإشبيلي الشافعي أسره الإفرنج سنة ست وأربعين وستمائة وخلص وقدم مصر سنة بضع وخمسين وقيل إنه تمذهب للشافعي وتفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام قليلا وسمع من شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري الحموي والمعين أحمد بن زين الدين وإسماعيل بن عزوز والنجيب بن الصيقل وابن علاق وبدمشق من ابن عبد الدائم وخلق وعني بالحديث وأتقن ألفاظه وعرف رواته وحفاظه وفهم معانيه وانتقى لبابه ومبانيه .
قال الصفدي وكان من كبار أئمة هذا الشان وممن يجري فيه وهو طلق اللسان وهذا إلى ما فيه من ديانة وورع وصيانة وكانت له حلقة اشتغال بكرة بالجامع الأموي يلازمها ويحوم عليه من الطلب حوائمها سمع عليه الشيخ شمس الدين الذهبي واستفاد منه وروى في تصانيفه عنه وعرضت عليه مشيخة دار الحديث النورية فأباها ولم يقبل حباها وكان بزي الصوفية ومعه فقاهة بالشافعية ولم يزل على حاله حتى أحزن الناس ابن فرح وتقدم إلى الله وسرح وشيع الخلق جنازته وتولوا وضعه في القبر وحيازته وتوفي C تعالى تاسع جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وستمائة ومولده سنة خمس وعشرين وستمائة .
وله قصيدة غزلية في ألقاب الحديث سمعها منه الدمياطي واليونيني وسمع منه البرزالي والمقاتلي والنابلسي وأبو محمد بن الوليد ومات بتربة