جزيل المير كان حسن المناهج قاضيا للحوائج محسنا إلى الصامت والمعرب مقصدا لمن يرد من الحجاز والمغرب سمع بمصر ودمشق وحلب وأفتى ودرس مفيدا لذوي الطلب ولم يبرح يعين بأياديه ويغيث وهو أول من باشر بظاهرية دمشق مشيخة الحديث وكانت وفاته بدمشق عن نيف وسبعين سنة انتهى 209 - ومنهم الأحق بالسبق والتقدم بقي بن مخلد بن يزيد أبو عبد الرحمن القرطبي الأندلسي الحافظ أحد الأعلام وصاحب التفسير والمسند أخذ عن يحيى بن يحيى الليثي ومحمد بن عيسى الأعشى وارتحل إلى المشرق ولقي الكبار وسمع بالحجاز مصعبا الزهري وإبراهيم بن المنذر وطبقتهما وبمصر يحيى بن بكير وزهير بن عباد وطائفة وبدمشق إبراهيم بن هشام الغساني وصفوان بن صالح وهشام بن عمار وجماعة وببغداد أحمد بن حنبل وطبقته وبالكوفة يحيى بن عبد الحميد الحماني ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبا بكر بن أبي شيبة وطائفة وبالبصرة أصحاب حماد بن زيد وعني بالأثر عناية عظيمة لا مزيد عليها وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثلاثون رجلا وكان إماما زاهدا صواما صادقا كثير التهجد مجاب الدعوة قليل المثل مجتهدا لا يقلد بل يفتي بالأثر ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين وتوفي في جمادي الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين