وتوفي باليمن بعد انصرافه من بغداد سنة ست وخمسين وأربعمائة C تعالى 196 - ومنهم أبو يوسف حماد بن الوليد الكلاعي أخذ بقرطبة عن أبي المطرف القنازعي وغيره ورحل إلى المشرق وحدث بالإسكندرية فسمع منه بها يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن شبل شرح الاعتقاد من تأليفه ورسالة قمع الحرص وقصر الأمل والحث على العمل وذلك في سنة سبع وأربعين وأربعمائة ولقيه هنالك أبو مروان الطبني فسمع منه بعض فوائده 197 - ومنهم أبو القاسم خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير من أهل طرطوشة يعرف بالجبيري وهو والد أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الفقيه وكانت له رحلة إلى المشرق ومعه رحل ابنه وهو صغير وكان من أهل العلم والنزاهة وعليه نزل القاضي منذر بن سعيد بطرطوشة في ولايته قضاء الثغور الشرقية قال أبو عبيد نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي وهو يومئذ يتولى القضاء في الثغور الشرقية قبل أن يلي قضاء الجماعة بقرطبة فأنزله في بيته الذي كان يسكنه فكان إذا تفرغ نظر في كتب أبي فمر على يديه كتاب فيه أرجوزة ابن عبد ربه يذكر فيها الخلفاء ويجعل معاوية رابعهم ولم يذكر عليا فيهم ثم وصل ذلك بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمد فلما رأى ذلك منذر غضب وسب ابن عبد ربه وكتب في حاشية الكتاب .
( أو ما علي - لا برحت ملعنا ... يا ابن الخبيثة عندكم بإمام )