( كم طلبت تشريفه شامنا ... بشرى لها فليهنها المطلب ) .
( قد سبقت لي معه صحبة ... في حرم يؤمن من يرهب ) .
( أخوة في الله من زمزم ... رضاعها طاب لها المشرب ) .
( أنهلني ثم ودادا فلي ... بالشام منه علل أعذب ) .
( أهديت ذا النظم امتثالا له ... وقد هجرت الشعر مذ أحقب ) .
( نشط قلبي لطفه فانثنى ... والقلب في أهل الهوى قلب ) .
( ضاء دجى العلم به للورى ... ما نار في جنح الدجى كوكب ) تحية الفقير الداعي عبد الرحمن العمادي .
انتهى وأجبته بما نصه .
( ما تبر راح كأسها مذهب ... ما للنهى عن حسنها مذهب ) .
( تستدفع الأكدار من صفوها ... وتنهل الأفراح أو تنهب ) .
( تسعى بها هيفاء من ثغرها ... أو شعرها النور أو الغيهب ) .
( فتانة الأعطاف نفاثة ... سحرا بألباب الورى يلعب ) .
( في روضة قد كللت بالندى ... والزهر رأس الغصن إذ يعصب ) .
( برودها بالنور قد نمنمت ... كالوشي من صنعاء بل أعجب ) .
( والماء يجري تحت جناتها ... والنار من نارنجها تلهب ) .
( والظل ضاف والنسيم انبرى ... والجو ذاكي العرف مستعذب ) .
( والطير للعشاق بالعود قد ... غنت فهاجت شوق من يطرب ) .
( أبهى ولا أبهج في منظر ... من نظم من تقديمه الأصوب ) .
( مفتي دمشق الشام صدر الورى ... من في العلا تم به المطلب ) .
( علامة الدهر ولا مرية ... وملجأ الفضل ولا مهرب )