الكلام وكلاه وقصرت ألسن البلغاء عن علاه وزانت صدور الدواوين حلاه وجمع خلالا حسانا وكان للدين لسانا وزاحمت مفاخره بالمناكب الكواكب وازدانت بمرآة النوادي والمواكب ونفحات الأزهار من آدابه ونسمات الأسحار عطر أذياله وأهدابه والسحر في كتابته والسحر من كنايته وروح النسيم من تعريضه والنثرة من نثره والشعرى من شعره وقريضه وحلل المجد لباسه وأنوار العلم اقتباسه .
( له ذهن يعوص ببحر علم ... فيأتي منه بالدر النظيم ) .
( معانيه الرياض لأجل هذا ... سرت ألفظاه مثل النسيم ) .
ومباهيه النجوم ومضاهيه الغيث السجوم إلى آباء يحسدهم البدر والشمس وإباء لو كان للمشرفي لما تحيفه لمس وشرف لا مدعى ولا منتحل وهمة لو نالها البدر لاستخذى له زحل وبراعة أرهفت سنان قلمه ويراعة سارت أمراؤها تحت علمه فكم فتح بفكره أقفالها ووسم بذهنه الثاقب أغفالها وسبك معانيها في قالب إبريزا ورقم بيان لسانه برود إحسانه بلفظه البديع تطريزا فرفع في ميدان الإجادة لواؤه وأتيح من أنهار البراعة العذبة إرواؤه ونال سبقا وتبريزا .
( وما زمن الشباب وأنت تجري ... مع الأحباب في لهو وطيب ) .
( ووصل من حبيب بعد هجر ... بأحلى من كلام ابن الخطيب ) .
فقصائده أرخصت جواهر البحور المنظومة قلائد للبات والنحور