الإبهام بنابها النوى والنوائب فقلوبه من تقلبات أحواله ذوائب وكم شابت من أمثاله بصروف الدهر وأهواله ذوائب .
( على أنها الأيام قد صرن كلها ... عجائب حتى ليس فيها عجائب ) .
وأدمع أحجارها تسلط فجارها فكم من عدو منهم في ثياب صديق وحسود لنظره إلى نعم الله على عباده تحديق لا تخدعه المداراة ولا تردعه المماراة يتتبع العثرات ويقنع بألم البثرات ويتبسم وقلبه من الغل يتقسم ويتودد ومكايده تتجد فتتعدد .
( لا ترم من مماذق الود خيرا ... فبعيد من السراب الشراب ) .
( رونق كالحباب يعلو على الماء ... ولكن تحت الحباب الحباب ) .
( عظمت في النفاق ألسنة القوم ... وفي الألسن العذاب العذاب ) .
والصديق الصدوق في هذا الزمن قليل وقد ألف بعض العلماء شفاء الغليل في ذم الصاحب والخليل وهو غير محمول على الإطلاق وإن قال به بعض من رهنه من أبناء عصره ذو إغلاق .
( أبناء دهرك فالقهم ... مثل العدا بسلاحكا ) .
( لا تغترر بتبسم ... فالسيف يقتل ضاحكا ) .
وداء الحس أعيا الأول والآخر وقد عظم الأمر في هذا الأوان وكثر المزري والساخر مع أن أسواق