رياضها السندسية التي هي بالحسن منوطة وقضاياها الموجهة التي لا يستوفيها المنطق مع أنها ضرورية وممكنة ومشروطة والفطر السليمة والأفهام المستقيمة بتسليم براهينها قاضية لا سيما إن كانت بالإنصاف مربوطة فصرت أورد من بدائع بلغائها ما يجري على لساني من الفيض الرحماني وأسرد من كلام وزيرها لسان الدين بن الخطيب السلماني صب الله عليه شأبيب رحماه وبلغه من رضوانه الأماني ما تثيره المناسبة وتقتضيه وتميل إليه الطباع السليمة وترتضيه من النظم الجزل في الجد والهزل والإنشاء الذي يدهش به ذاكرة الألباب إن شاء الله وتصرفه في فنون البلاغة حالي الولاية والعزل إذ هو أعني لسان الدين فارس النظم والنثر في ذلك العصر والمنفرد بالسبق في تلك الميادين بأداة الحصر وكيف لا ونظمه لم يستول على مثله أيدي الهصر ونثره تزري صورته بالخريدة ودمية القصر .
فلما تكرر ذلك غير مرة على أسماعهم لهجوا به دون غيره حتى صار كأنه كلمة إجماعهم وعلق بقلوبهم وأضحى منتهى مطلوبهم ومنية آمالهم وأطماهم وصاروا يقطفون بيد الرغبة فنونه ويعترفون ببراعته ويستحسنونه ويستنشقون من أزهاره كل ذاك فطلب مني المولى أحمد الشاهيني إذ ذاك وهو الماجد المذكور ذو السعي المشكور أن أتصدى للتعريف بلسان الدين في مصنف يعرب عن بعض أحواله وأنبائه وبدائعه وصنائعه ووقائعه مع ملوك عصره وعلمائه وأدبائه ومفاخره التي قلد بها جيد الزمان ولبته ومآثره التي أرج بها مسرى الشمال وهبته وبعض ما له من النثار والنظام والمؤلفات الكبار العظام الرائقة للأبصار الفائقة على كلام كثير من أهل الأمصار السائرة مسير القمر والشمس المعقودة حذف