لوالدي رحمهما الله قد سمعت البارحة صوتا من البحر يقول يا صيون خفف عن عبادك أو يا صيون خفف عبادي الشك من أبي الفضل قال ونزلت من المحرس فلم أر في البحر مركبا ولا قاربا وأرجو أن الفرج قريب قال أبو الفضل وكان الناس في شدة من قحط ووباء فما مرت أيام حتى من الله تعالى على الناس بالرخص وقلة الموت .
85 - أبو الفضل هذا من بيت كبير بالإسكندرية مشهور وذكر لي أنه حضر في صغره مجلس القاضي أبي الحسين السيرافي للسماع عليه وكان يحفظ كثيرا من الشعر ومن جملة ذلك ما أنشدني أبو الفضل أحمد بن سلمان بن احمد بن سلمان الأزدي بالثغر لأحد المتقدمين .
( المرء في زمن الإقبال كالشجرة ... من حولها الناس مادامت بها ثمرة ) .
( حتى إذا ما خلت من حملها انصرفوا ... عنها عقوقا وقد كانوا بها بررة ) .
( وحاولوا قطعها من بعد ما ستروا ... دهرا عليها من الأرياح والغبره ) - البسيط - .
86 - أبو الفضل هذا كان من بيت كسر بالإسكندرية وكان شيخا جسورا على جلائل الأمور وأصابته لذلك نكبات وفي مقصد ومن قصده وجده وكان عند ظنه به وكنت أستأنس به كثيرا إلى أن توفي C تعالى .
87 - وجده أحمد بن سلمان من رواة الحديث روى عن القاضي أبي الطاهر الذهلي وطبقته وكان في السماع من رفقاء القاضي أبي مطر وابن أبي إسحاق بن الصباغ وقد كتب عمه إبراهيم من الحديث كثيرا بمصر عن أبي محمد بن النحاس وأقرانه وعندي بخطه أجزاء وذكر لي أبو الفضل أنه حضر في صغره مجلس القاضي أبي الحسين للسماع عليه وعند غيره .
88 - أنشدني أبو العباس أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل التجيبي