وله شعر ومن جملة ما أنشدني أبو الخطاب عمر بن محمد بن عتيق بن يعمر المروي بالثغر لنفسه .
( أبيت أراعي النجم طورا وتارة ... أغمض أجفاني حياء من النجم ) .
( من أجل غزال لحظة لحظ جؤذر ... وخداه روض قطفها بيد الوهم ) - الطويل - .
789 - عمر هذا كان قد تقدم له طلب وقراءة بالمغرب وقدم المشرق وقد تهذب ويحضر عندي لسماع الحديث وكتب عني كثيرا وعلقت أنا عنه فوائد وكتب لي بمصر جزءا وكان حسن الخط حسن الأخلاق وأبوه كان محتسب المرية وإنما قدم هو المشرق بعد موته وكان حفظه ومن الذكاء على طبقة .
790 - سمعت أبا حفص عمر بن سهل بن محمد الغساني الغرناطي بعد قفوله من الحجاز وتوجهه إلى الأندلس يقول لما عزل الأمير علي بن يوسف بن تاشفين سلطان المغرب أبا الحسن بن أضحى الغرناطي عن قضاء المرية كتب إلى أهلها كتابا أوله بعد البسملة كتابنا زكى الله أعمالكم وكفر عنكم سيآتكم وأصلح بالكم من حضرة مراكش حرسها الله بعد أن نمي إلينا وتقرر لدينا أن الجهول ابن أضحى أجهل بأحكام القضاء من العلجوم إذ قد أظهر فيكم أحكاما يترحم فيها على سدوم وقد جعلنا شهب العزلة لشياطينه كالرجوم وقلدناه خطة الشؤم ونبذناه دون أن تداركه نعمة من ربه بالعراء وهو مذموم ولعل متعسفا يتعسف وجائرا لا ينصف يلومنا في تقديمه وينالنا من العتب بأليمه ولا قدح فقد اختار رسول الله لوحي الله لعين بني سرح وقد اغتر عثمان بحمران ولسنا أول من خانه القياس ومن لم يأته من الغوير بأس والله يعصمنا من الناس إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
791 - أبو حفص هذا من أهل العلم والصلاح وكان يحضر عندي لسماع الحديث في المساء والصباح وقد علقت عنه فوائد أدبية ثم سافر إلى المغرب