( غدا يجري بانسجام ... دمعا كصوب الغمام ) .
( يشكو لكل الأنام ... ما بالحشا من كلام ) .
444 - ابن ملوك هذا رجل صالح سمع علي رسالة أبي محمد بن أبي زيد في فقه مالك بالإسكندرية بعد قفوله من الحجاز وكتاب الشهاب للقاضي القضاعي وغير ذلك وكان يحفظ القرآن ويداوم على تلاوته .
وفليش التي هي مسقط رأسه قرية من قرى لرقة كما ذكرته آنفا بشرق الأندلس .
445 - سمعت أبا الرضا عبد الله بن الفضل بن دليل الحضرمي بالإسكندرية يقول سمعت جعفر بن عمران المقرئ يقول قرأ قارئ بحضرة الحاكم بمصر يوم السلام ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ويشير في ذلك إليه وكان من قراء المجلس آخر يعرف بابن المشجر فرفع صوته بقوله تعالى ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره ) .
446 - وارتج المجلس واصفر وجه الحاكم فخيف عليه من سطوته فأمر له بمائة دينار ولم يأمر للقارئ الأول بشيء فقيل له ما نأمن عليك سطوته لأنه كبير الاستحالة فاستأذنه في الحج فأذن له فغرق في بحر عيذاب فرئي في المنام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال ما قصر الربان أرسى بنا على باب الجنة .
447 - أبو الرضا هذا كان نائب الحكم بالإسكندرية مالكي المذهب ظاهر الصلاح وقد سمع الحديث على أبي عبد الله الحضرمي وكان يلازمني ويراجعني في المسائل التي يتشكك فيها ويقرأ علي شرح البخاري لابن بطال قراءة دراية