402 - سمعت أبا الحسن طارق بن موسى بن يعيش البلنسي بالثغر يقول سمعت الشيخ ابن الحرار وكان من صلحاء أهل المرية بالأندلس يقول كنت بمكة عند فقيه من أصحابنا المالكية فجلس إلينا رجل لا نعرفه فإذا ريحه كأنها القطران فراجعناه في ذلك فقال بعد تمنع قد كنت رجلا أبغض أبا بكر وعمر وأسبهما وأتغالى في حب علي فرأيته ليلة في المنام وكأني ظمآن فقلت يا أمير المؤمنين إني من شيعتك فاسقني فأشار الى كوز فشربت منه ولم يكلمني فأصبحت وانا على هذه الحالة فجئت الى بيت الله الحرام تائبا مما كنت عليه وأحب منكم المعاونة بالدعاء فربما يزيل الله تعالى عني ما أنا فيه فقد شبعت من حياتي .
فدعونا له وقام عنا باكيا .
403 - طارق هذا كان من أهل الصلاح وقد أقام بالإسكندرية مدة مديدة وسمع على جماعة من شيوخها بقراءتي وبقراءة غيري وكتب عني كثيرا وكان حسن التلاوة للقرآن متصاونا ثم رجع إلى الأندلس وروى بها ما سمعه علي وعلى غيري وقدم الثغر بعد ذلك بسنين حاجا وقد كبر وضعف وبلغنا أنه توفي بمكة C .
404 - أنشدني أبو الفوارس طراد بن علي بن عبد العزيز السلمي الدمشقي المعروف بالبديع بمصر قال أنشدني ميسر غلام عبد المحسن بصور قال أنشدني مولاي أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن غالب الصوري لنفسه .
( نجني وتؤخذ أيام وأزمان ... وتستخان إذا لوامها خانوا ) .
( أخيمة نصب الفراش أم فلكا ... ذي السبعة الشهب أم ذا الشخص إنسان ) .
( يا جامع القصبين الحاويين له ... فضائلا ما لها أهل ولا كانوا ) .
( عندي كتاب ثناء بات يزعجني ... عنه انزعاجك هذا منه عنوان ) .
( لو لم يكن لليالي من محاسنها ... ومن مناقبها إلا سليمان ) - البسيط