3245 - لَوْ وَجَدْتُ إلى ذَلِكَ فَاكَرِشٍ لفَعَلْتُهُ .
أي لو وَجَدْتُ إليه أدنى سبيل .
قَال الأصمعي : نرى أن أصل هذا أن قوماً طَبَخُوا شاة في كرشها فضاقَ فم الكرش عن بعض العِظَام فَقَالوا للطباخ : أدْخِلْهُ فَقَال : لو وجدتُ إلى ذلك فَاكرشٍ لفعلته .
قَال المدينى : خرج النعمان بن ضَمْرَة مع ابن الأشعث ثم استؤمن له الحجاج فأمنه فلما أتاه قلب له : أنعمان ؟ قَال : نعم قَال : خرجت مع ابن الأشعث ؟ قَال : نعم قَال : فمن أهل الرس والبس والدهمسة والدخمسة والشكوى والنجوى أم من أهل المَحَاشد والمَشَاهد والمَخَاطب والمَوَاقف ؟ .
قَال : بل شر من ذلك إعطاء الفتنة واتباع الضلالة قَال : صدقت وقَال : لو أجد فاكرشٍ إلى دمِكَ لسقيتُه الأرضَ ثم أقبل الحجاج على أهل الشام فَقَال : إن أبا هذا قدمَ علىَّ وأنا محاصِرٌ بن الزبير فرمى البيت بأحجاره فحفظت لهذا ما كان من أبيه .
قلت : قوله " من أهل الرس " أراد من أهل الإصلاح بين القوم يُقَال : رسَسْتُ إذا أصلحت بين القوم والبَسُّ : الرفق واللين يُقَال : بَسَسْتُ الإبل إذا سُقْتَهَا سَوْقاً ليناً وأراد بالدهمسة الدخمسة وهي الختل والخدع يُقَال : دخمَسَ على إذا لبَّسَ عليك الأمر ويروى الرهمسة - بالراء - وهى المسارة وقوله " المحاشد " أراد المحافل يُقَال : إحتَشَدَ القَوْمُ إذا اجتمعوا وأراد بالمخاطب مواضع الخُطَب وقوله " إعطاء الفتنة " يريد الإنقياد للفتنة يُقَال : أعطى البَعِيرُ إذا انقاد بعد استصعاب