وقال لأبي العلاء صاعد بن ثابت يمدحه ويستهدي منه شرابا من الخفيف .
( اي يوم من صاعد لم ارح فيه بخيل كثيرة الاسلاب ... ) .
( من نوال يسري بغير سؤال ... وعطاء يهمى بغير طلاب ) .
( جئته زائرا وقد ركب الأفلاك والنجم تحته في التراب ... ) .
( بمعان سرقتها من علاه ... فكأني قرأتها من كتاب ) .
( وأشارت ألحاظه بدنوي ... فكأني سمعت فصل الخطاب ) .
( ثم قبلت ظاهر الكف منه ... فكأني قبلت وجه السحاب ) .
( يا جوادا أرواحنا من عطاياه ... وأفهامنا مع الالباب ) .
( إن هذي الهموم تقدح فينا ... قدح كفيك في السلام الصلاب ) .
( فاسقنا صيب المدام سقاك الله ... صوب الامال والاراب ) .
( خندريسا كأنها تتقي المزج ... بدرع مسرودة من حباب ) .
( خجلت من جلالكم فأتتنا ... في رداء مؤزر ونقاب ) .
( تهب المال للفقير وتغزو ... شربها في عساكر الاطراب ) .
( سرقت حسن خلقها من سجاياك ... وأخلاقك الكرام الرغاب ) .
( إنها في السحاب وبل وفي الريح ... نسيم ونشوة في الشراب ) .
( خلق الله صاعدا يوم خلق الناس للكأس والندى والضراب ... ) .
( ما سؤال الدنيا له وهي في عينيه ادنى من ودها الكذاب ... ) .
( قد ظلمناه في السؤال لأنا ... ما سألناه رد شرخ الشباب ) - الخفيف