فما كان بأسرع من أن كانت الدائرة على هذا القائد وخرج الامر على ما اشار به المهلبي .
ومما يستحسن في هذا المعنى قول ابن المعتز في وصف خادم من الطويل .
( عجبت لتأمير الرجال مقرطقا ... ينوء بخصر في القباء هضيم ) .
( يذكر عزاب الجيوش إذا بدا ... بخد كعاب أو بمقلة ريم ) - الطويل - .
وذكر الصابي أن أبا عيينة المهلبي الذي استفرغ نسيبه في صاحبته دنيا من عمومة الوزير وكان المهلبي يحفظ أكثر أشعاره ويتأسف على ما فاته من زمانه فمن قوله من الكامل .
( إني وصلت مفاخري بأب ... حاز الفخار وطاول العليا ) .
( وأجاب داعيه وخلفني ... وحديثه فكأنما يحيا ) .
( وتلوت عمي في تغزله ... وشربت ريا من هوى ريا ) .
( فكأنني هو في صبابته ... وكأنه في حسنها دنيا ) - الكامل - .
وقوله لما تقلد الوزارة من الطويل .
( لقد ظفرت والحمد لله منيتي ... بما كنت أهوى في الجهارة والنجوى ) .
( وشارفت مجرى الشمس فيما ملكته ... من الارض واستقررت في الرتبة العليا ) .
( وعاينت من شعر العييني حلة ... تعاون فيها الطبع والمهجة الحرا )