وكان لسيف الدولة غلام يقال له نجا قد اصطنعه ونوه باسمه وقلده طرسوس وأخذ يقرع باب العصيان والكفران وزاد تبسطه وسوء عشرته لرفقائه فبطش به ثلاثة نفر منهم وقتلوه .
فشق ذلك على سيف الدولة وأمر بقتل فتكته فكتب إليه أبو فراس .
( ما زلت تسعى بجد ... برغم شانيك مقبل ) .
( ترى لنفسك أمرا ... وما يرى الله أفضل ) - من المجتث - .
وكتب إليه يستعطفه .
( إن لم تجاف عن الذنوب ... وجدتها فينا كثيره ) .
( لكن عادتك الجميلة ... أن تغض على بصيره ) - من الكامل - .
وكتب إليه يستعطفه .
( دع العبرات تنهمر انهمارا ... ونار الشوق تستعر استعارا ) .
( أتطفأ حسرتي وتقر عيني ... ولم أوقد مع الغازين نارا ) .
( أقمت على الأمير وكنت ممن ... تعز عليه فرقته اختيارا ) .
( إذا سار الأمير فلا هدوا ... لنفس أو يؤوب ولا قرارا ) .
( ستذكرني إذا طردت رجال ... دققت الرمح بينهم مرارا ) .
( وأرض كنت أملؤها رجالا ... وجو كنت أرهجه غبارا ) .
( إذا بقي الأمير قرير عين ... فديناه اختيارا واضطرارا ) .
( يمد على أكابرنا جناحا ... ويكفل عند حاجتها الصغارا )